22‏/10‏/2007

هناك


هناك
وحين ستسأل الموؤدة عن الذنب الذى قتلت من أجله
سوف أكون منتظراً دورى .. لأسأل عنكِ
هناك
حين يفر الواحد منا من أخيه و صاحبته و بنيه
هناك فقط يمكننى الفرار منكِ
هناك
حيث لن يكون لكل تفاهاتنا الأرضية أى معنى
ولا لوعودنا وعهودنا الدنيوية أى قيمة
حين سيأتى الناس فرادى .. بلا أقنعة
سأكون موجوداً
مجرداً مثلهم من كل شئ
الا من كتاب
منقوش فى أخر صفحاته .. أنى كنت أحبك
هناك
حين يجتمع البشر .. كل البشر
ليتلو كل منا ورده الأخير
حين ستهتك الأستار
وتكشف الأسرار
سأكون موجوداً وسط الجموع
حاملاً فى صدرى كل خطاياى .. و .. حلمى
هناك
وحين ينادى المنادى باسمى
حينها فقط سيعرف العالم .. من انتِ

بسمة عمرو

مبروك
أخى و صديقى و توأم روحى و استاذى ورفيق صباى و شبابى .. عمرو الجوهرى
الطبيب الذى ضل طريقه فدخل عالم الطب و أقسم دون ان يدرى قسم أبقراط
الشاعر و الأديب الذى ضل طريقه الى عوالم الكلمة
صاحب القلم الجميل و الاحساس البديع والمفردات الحادة كالسيف و الحانية كالفراشة
كان صعباً يا صديقى أن تتركنى و حدى اواجه المجهول فى عالمى الجديد
عالم التدوين
وكان صعباً ان أتركك وحدك دون أن تشاركنى صداقاتى الجميلة فى هذا العالم
كان لابد ان نقتسم الحلم كما إعتدنا معاً
وأن نتجرع كأس الحنين معاً
تشاركنا من زمن و رغماً عنا صلة الدم و طعم الغربة
وما اسعدنى الان و أنت تشاركنى انا و بقية الاصدقاء جريمتنا التى نفخر بها
أن نرتكب سوياً جرم التدوين وفعل الكتابة على الملأ
صديقى عمرو .. أتعبتنى حتى أقتنعت
اهلاً بك و بمدونتك الجميلة فى عالم الاحلام
عمرو.. أعلم انك لن تخذلنى و ستكون " بسمتى " نقطة ضوء فى الطريق الطويل الذى نسير فيه

11‏/10‏/2007

عيدى و عيدكم


فى مثل هذا اليوم جئت الى الدنيا
من عام الهزيمة جئت
أطلقوا علينا مواليد النكسة ... لم يستغرق منا الامر كثيراً حتى نعرف طعم الحزن
إستنشقناه مع نسمات الهواء الاولى لنا فى هذه الحياة
فتحنا أعيننا للمرة الاولى لنراه فى عيون الاهل
وجدناه مزروعاً فى تراب الوطن حين جئنا
حاول السياسيون حينها تجميل الهزيمة فأطلقوا عليها " نكسة " لم يسعفهم خيالهم أن يعرفوا أن النكسة الحقيقية لم تأتى بعد .. أن النكسة ليست الهزيمة من عدوك فى جولة .. أن النكسة هى أن تهزم أمام نفسك قبل الاخرين .. هى أن تبيع الوطن بيديك لا أن يسلب منك فى معركة
جئنا يا سادة محملين بوزرٍ لا ذنب لنا فيه .. موصومين بعار فضيحة لم نصنعها
وكبرنا .. وتحقق النصر .. خبرناه اطفالاً فى عمر الزهور .. غنيناه مع الكبار ورددناه مع حليم و "النجمة مالت على القمر " .. كبرنا على صورة القائد بزيه العسكرى الجميل و عصاه المارشالية و خطبه النارية و قراراته الجريئة حيناً و المحيرة احياناً و التى قادته الى حتفه
لم نستسلم و استبشرنا خيراً بالقادم .. ! لكن القادم يا سادة كان بطلاً من ورق
وضعنا على أول درجات سلم الاحلام و تركنا .. طار بنا كعادته الى السماء وتخلى عنا هناك بلا أجنحة فسقطنا و سقط الوطن .. إنكسرنا يا سادة ورفعنا و نحن شباباً رايات اليأس
هرب منا من هرب وبقى منا من بقى
الهاربون يقتلهم حنين للوطن .. و الباقون تقتلهم رغبتهم فى الفرار منه
هذا هو جيلنا يا سادة
جيل الانكسارات .. جيل الاحلام التى كانت
اليوم يا اعزائى عيد مولدى
أربعون عاماً مضت
لم اتخيل يوماً أن تحمل ذاكرتى هذا الكم من الذكريات
أن تحمل روحى هذا الكم من الهموم
أوأن يحمل قلبى هذا الكم من الحنين
عزائى وأنا أخطو خطواتى الاولى فى عالم النضج .. عزائى وأنا أودع عالم الشباب أنكم معى .. أصدقاء لم أعرفهم لكن أحببتهم .. أشتاق اليهم ليؤنسونى فى غربتى وأعود اليهم ليخففوا عنى وطأة الحنين
عزائى أنكم هنا لتقولوا لى كل سنة وأنت طيب
وكل 40 سنة واحلامك الصغيرة بخير
-----------------------------------------
الان جاء دورى لأقول لكم كل عام و أنتم بخير بمناسبة عيد الفطر ... دامت أعيادنا و دامت سعادتكم

03‏/10‏/2007

خيال


تخيل معى السماء وقد أصبحت سقفاً لبيتك والقمر وقد غدا مصباح غرفتك
تخيل معى صفحة النهر .. سطح البحر .. البحيرات و قد صارت مرآتك
تخيل كل مروج الأرض و غابات الشمال و حقول الوطن وقد أمست كلها فجأة .. حديقتك
تخيل نفسك و قد صادقت ريح الشتاء وشمس الصيف
غطتك أوراق الاشجار الذابلة فى الخريف
وصبغت زهرات الربيع بألوان أحلامك
طرت مع الفراشات وسط الورود وحططت عليها كما النحلات لتلعق رحيقها وتعود فتخرجه شهداً للأخرين
تخيل نفسك .. حين ترى العصافير فرقتك الموسيقية ومنحنيات الجبال مخططاتك البيانية و العالم بأسره أسرتك
حين لا يكون هناك سقف لاحلامك وحين يكون الفضاء اللا نهائى هو حدود أمانيك
حين تستبدل ذراعيك بأجنحة النسر لتطير .. لتحلق بعيداً فوق أحزانك
حين ترتدى زعانف حوريات البحر لتغوص بها فى اعماق وجدانك بحثاً عن ذكرى جميلة أو لحظات مضت ولفها النسيان فبقيت قابعة هناك على رفوف عقلك الباطن
هل جربت أن تغتسل من هموم يومك بصوت فيروز
هل كلمت البحر يوماً
هل همست بأسرارك ذات ليلة للقمر
هل جربت أن تصنع من نجمات السماء عقداً لحبيبتك
إن لم تكن قد فعلت .... فافعل
إن لم تكن قد بدأت .... فأبدأ
ها ... هل تخيلت أنت ... هل تخيلتى أنتى ... وانتى ايتها الشاردة الصامتة هناك ! هل تخيلتى
دعوكم منى فقد حاولت كثيراً ونادرا ًما كنت أنجح وعادة ما كنت أصاب بالفشل فأعود سريعاً لأرتدى عباءة حياتى الرتيبة الخاوية من كل شئ حتى من الخيال والتى تضاءلت فيها الاحلام يوماً بعد يوم حتى صارت صغيرة .. صغيرة
الان فقط عرفت لماذا تشجينى " تسابيح " صديقى
الان فقط عرفت لماذا أصبحت عضواً فى نادى القلوب الحزينة