14‏/05‏/2008

وشوشات ليل الغربة


( بقايا لا شئ )
أن تقتات كل صباح على بقايا جرحك
أن تنثر رماد حلمك فوق سفوح الأرض .. عله ينبت يوماً أملاً لليائسين
خبزاً للفقراء ... زهوراً للأحبة
أن تحفر عميقاً فى ذاكرتك .. بحثاً عن ضحكة خرجت يوماً من اعماق القلب
عن لمسة حانية لا زال دفئها يسرى فى اوصالك
عن وجوه .. مرت .. نقشت فوق جدار حياتك لوحة عمرك ثم ضاعت فى زحام الحياة
أو عبرت بابها الاخير الى .. هناك
أن تصرخ دون ان يسمعك أحد غيرك
أن تقبض بقوة على كل أشيائك الجميلة .. حامياً اياها بكل الغالى و النفيس
حريصاً على الا يمسها سوء .. لتبقى بعد رحيلك
دالة عليك .. بعضاً منك .. يذكرك الناس بها
مكتشفاً فجاءة أن ما تقبض عليه قد تسلل فى رحلة العمر الطويل دون أن تدرى
وأن يداك فارغتان .. وأنك لا تقبض على شئ
سوى
أحلامك الصغيرة
حينها تبتلع غصتك ... تتمنى لو انك ما كنت
توقن أن زمانك لم يأتى بعد .. أو .. أنه ولى و تركك
........


( الدرويش و الحلم )
درويش أنت فى زمن العهر
جميل أنت فى زمن القبح
أبيض أنت فى عهد السواد
حرف نداءٍ صغير فى قصيدة صمت
حين تمتطى صهوة الاحزان .... وحدك
شاهراً حلمك
لتعلن حربك المقدسة ... على المجهول
مشدود ظهرك بهم
هم .. حبات المطر المنثور فى أرض الوطن
هم .. نبت الارض الطيبة
من أجلهم جئت
ولهم تحيا
وبهم ... تواجه حتى الموت ... مبتسماً
لتفاجأ حين يفرون من خلفك
أنك لست سيد الاحلام
وأن الحسين قد مات يوماً ... هكذا
........
( رسالة الى سيدة الحزن و الجمال )
حين يسدل الليل ستائره على الارض الغريبة
ويمارس الكون طقوسه اليومية ... فى ستر عورات البشر
ويلملم المساء من خلفنا ... أوراق عمرنا التى سقطت للتو
ونردد جميعاً ... أنشودة الصمت
أجئ اليكِ
كى أغسل روحى فى محراب حزنك
كى أتوضأ من ماء دموعك
كى اتلو وردى بين يديكِ
واضمُ جناحَيا على بابك .. و .. استريح
محاولاً فى كل مرة
أن أغزل من ألمك ثوباً يدارى سوءاتى
أن اصنع من حروفك .. صورة عمرى الذى كان
مبتدءاً حزنى بكِ
منتهياً فرحى لديكِ
أجئ اليكِ
فقط كى اتأكد أنكِ لا زلتِ


سيدة الحزن و الجمال