21‏/09‏/2007

حنين


حين بأخذنى الحنين إليكِ
احاول جاهداً أن اقاوم إنجرافى مع التيار .. إحتراماً لكل العهود التى قطعناها يوماً
و وفاءً لوعدى لكِ أن أنساكِ و تحقيقاً لرغبَتكِ بأن أكرهكِ
لكن سريعاً ما اعلن إستسلامى ... أرفع راياتى البيضاء
تاركاً سفنى لتسبح فى بحر الشوق
حتى ترسو على شواطئ ذكراكِ
-----------------------------
حين أبحث عنى أنا بين يديكِ فلا اجدنى
فأنا الذى أعرفه
مسافر دائماً بين احلامى و عشقكِ
ليس معى فى رحلتى زادٌ غيَركِ ولا رفيق سوى عينيكِ
----------------------------
حين أحاول أن أخرجَكِ منى .. أن القيكِ هناك .. أن ابُقيكِ هناك
حيث أستبيحَت احلامى
فتصرين على أن تركبى معى قطارَ غربتى عنكِ
وأن ترافقينى فى رحلة نسيانى لكِ
وأن تكونى أنتِ طبيبى الذى يداوينى منكِ
-----------------------------
حين لا أجد من يعصمنى منكِ سواكِ
حين تكونين أنتِ مبتدى الاشياء و منتهاها
وحين تفضى كلُ الدروب اليكِ
قولى لى كيف السبيل الى الفرار
-----------------------------
سيدتى .. يا سيدة الاحلام
أشتاقك حيناً
أحتاجك أحياناً
أحُبك .... دائماً

09‏/09‏/2007

عصر الفرسان


فارسا كان رغم أنه لم يمتط صهوة جواد يوماً ( ربما مرة أو مرتين عند سفح الاهرامات كمثل السائحين ) منذ طفولته وهو يعشق عصر الفرسان .. زمن المماليك وحكايا شجرة الدر - الظاهر بيبرس - السلطان قطز وعزالدين أيبك حتى أسمائهم كانت تحمل كل معانى العزة و الفخر .. كانت صورة الفارس محمود فى واإسلاماه لا تفارق مخيلته بكل سموها و كبرياءه قرأ الرواية مرات و مرات وعرف فيما بعد انها كانت مقررة على أقرانه فى مدارس الوطن البعيد ، أبدع كاتبها على احمد باكثير فى مزج الفروسية والحب والوطن والدين فى مزيج سحرى بديع ، حين تقدم قليلاً ومضى به قطار العمر إزداد تعلقه بالشعر واستهواه من الشعراء فرسانهم ... عنترة ( ولقد ذَكرتكُ و الرماحُ نواهلٌ منى .. وبيضُ الهندُ تقطرُ من دمى ) المتنبى .. الشاعر الذى قتله شعره ( الخيلُ و الليلُ و البيداءُ تعرفنى .. والسيفُ و الرمحُ والقرطاسُ و القلمُ ) صادق ابن زيدون وسافر معه الى الاندلس تنزه معه فى حدائقها .. شاهد بصحبته مأََذن قرطبة وجاب شوارعها .. استمع اليه وهو يردد اشعاره لولادة حبيبة القلب ( أَضْحَى التَّنَائِـي بَدِيْـلاً مِـنْ تَدانِيْنا وَنَا بَ عَـنْ طِيْـبِ لُقْيَانَـا تَجَافِيْنَـا ) عاش معه رحلة الصعود و الهبوط والسقوط .. سقوط الوطن وضياع الحُلم . لم يعجب ابدا بنهايات العشاق منهم جنون قيس العامرى بعد ليلى ولا وصف الزير سالم بالمهلهل كان يصفها بالنهايات العبثية هم فرسان فى نظره ولا يجوز لهم أن يسقطوا هكذا فى بحر اليأس أو الجنون
------------------------------------------------
فارساً كان حين أحب و حين هجر
فارساً كان حين حلم أن يهديها يوماً وردته
أن يرقص معها رقصته المسائية
أن يطفأ معها كل شموع الاعياد
أن يسمعها ذات ليلة قصائده
فارساً كان حين قرر ان يرحل فى هدوء ... حين أكتشف أننا لسنا فى زمن الاحلام ولا عصر الفرسان .. كما النبلاء أخذ وردته .. صبرها فى دفتر قصائده .. أطفأ الشموع وبالطبع لم يرقص رقصته المسائية
فارساً كان حتى النهاية ... حين قرر الاثنان إسدال الستار على الحكاية
لم يخض حتى معركته .. فقط أغمد سيفه وترجل عن جواده .. و .. مضى
سيدتى يا سيدة الاحلام
مضى الفارس من زمن تاركاً خلفه كل الغنائم
لكنه ظل ابداً يحلم بالعودة
ظل يحلم أن يمتطى صهوة جواده من جديد فى زمن غير الزمن
زمن الشعراء و عصر الفرسان