18‏/12‏/2009

أنا الغائب


بينما كنت ابارز الوقت ... بسيف الصمت

واعبر المسافات بالحلم

وأفترش الليل بالحكايا

وأفتح للكواكب بابى
واسأل موج البحرعن قصيدة

وأختصر الحزن بأناشيد الغياب

وأفتش فى المرايا بحثاَ عن وجهى

وأرسم فى أجنحة الطير قلبى

وأغنى مع العائدين لأزمنتهم ... تراتيل الوداع

كنتِ أنتِ هناك

تأخذين الشجر و النهر و الشمس

و تضعين فى عينيكِ المدن

و تحلمين

مثلما تحلم الفراشات بالنار

مثلما تحلم النحلات بالزهور

ومثلما تحلم النوارس بالبحر

تحكين للناس عن مطر سيهطل

و عن ضحكة على ثغر طفل

عن مواسم الأحزان ... وأغنية للقمر
وعن مملكة لا تعرف الخوف

فألى متى سأظل أنا الغائب

المرتجفة خطوته

الجالس على عتبات الزمن وحيداَ

الى متى سنظل هكذا

دون أن أدس فى يدك السلام

28‏/10‏/2009

ولسوف يرضى


بسم الله الرحمن الرحيم
" وسيجنبها الأتقى . الذى يؤتى ماله يتزكى . وما لأحد عنده من نعمة تجزى . الا إبتغاء وجه ربه الاعلى . ولسوف يرضى " صدق الله العظيم

وأعلم أنك سوف ترضى جزاءً بما قدمت لنا نحن ابنائك .. سوف ترضى جزاءً بما قدمت لكل محبيك و مريديك و تلاميذك .. سوف ترضى جزاءً بكل حرف من القرآن .. حفظته أو قرأته أو علمته .. سوف ترضى جزاءً بكل ركعة ركعتها لله و خلفك الجموع تكبر وكل موعظة ألقيتها عليهم و هم أمامك ينصتون .. سوف ترضى بكل الخير الذى قدمته للإسلام و المسلمين ..سوف ترضى بكل آذان يصدح من مآذن المساجد التى سعيت فى بنائها .. سوف ترضى بالعلم الشرعى الذى تنهل منه الفتيات فى معهد كنت سبب ظهوره للنور .. سوف ترضى بدعوات كل من شارك فى جنازتك و هم آلاف و كل من طلب لك الرحمة و المغفرة .. سوف ترضى بدموع المعزين التى كنت اراها فى عيونهم و هم يشدون على يدى .. ودفء احضانهم و هم يتلقفونى عند وصولى من بلاد غريبة حرمتنى حتى من أن أشيعك الى مثواك الاخير .. بكل ذلك سوف ترضى بقسم الناس و تمنيهم أن يحسن الله خاتمتهم كما أحسن ختامك .. سوف ترضى
أبى ... ايها الحبيب
إن كنت موجودااً اليوم فبك .. وإن كنت أمسك قلمى الأن لأخط كلماتى تلك فمنك .. وإن كان فى صدرى قلب ينبض بالحب و الخير لكل الناس فأنت من علمنى ذلك .. أنت من حفر فى وجدانى أن جزاء الاحسان لا يكون الا إحساناً أنت من علمنى الحنان والحنين وحب الأرض التنى أخرجتنا و تضمك الان بين جنباتها ... أرض الوطن

سألتنى يوماً حين عرفت بمدونتى لماذا أسميتها " احلام صغيرة " فذكرتك بدعاء نبينا الكريم الذى كنت تردده " اللهم أحينى مسكيناً و أمتنى مسكيناً و أحشرنى يوم القيامة مع المساكين " فدمعت عيناك و دعوت لى ولم أكن أعرف أنه سيجئ اليوم الذى أرثيك فيه على صفحات احلامى الصغيرة لكنه جاء .. كنت دوماً معى و حين جاءت لحظة رحيلك لم أكن معك فعذراً وإن كانت كل أعذار الدنيا لن تغفر لى علمتنى أن أكون رجلاً فى الشدائد و قد كنت وأن أصبر فى المصائب فصبرت وأن أدعو ربى فى الهم فدعوت وأن أرضى بما قسمه الله فرضيت لكنك لم تعلمنى الا أحزن وليتك فعلت .. كنت أشعر بقرب النهاية وان مرضك الذى طال هو مرض الموت فكتبت فى تدوينتى الاخير ة أنه لم يعد فى الارض متسع لحزنى ولم يعد البكاء متاح لعينى وهأنذا عدت للوطن الذى غبت عنه طويلاً فلم أجد فى الأرض متسع الا عند قبرك
ايها الغالى .. إن القلب ليبكى وإن العين لتدمع وإنا على فراقك لمحزونون
لكن عزائنا جميعاً أنا نعلم أنك ..... سوف ترضى

11‏/10‏/2009

وجع البعاد



حدثينى و قد طال البقاء على سفن الرحيل
عن لحظة لم أعش مداها
وعن قمر لم أرى نوره
عن سماوات لم تعد تظلنى
وعن كتاب لم أقرأه
وحكاية .. تاهت حين قررت الصمت
حدثينى
عن قصيدتى التى لم اكتبها بعد
عن شجرة عمرى التى سقطت منها اليوم ... ورقة
وعن العمر الذى اشتراه النخاسون ... وارتضيت الثمن
حدثينى
قبل أن يجئ الليل حاملاً بين يديه العتمة

 قبل أن يخلد أسمى فى دفتر غيابك
وقبل أن ترحلى و معك الحكايا
حدثينى
فلم يعد فى الارض متسع لحزنى
ولم يعد البكاء متاحاً لعينى
و
خذينى
الى أقصى الارض و اتركينى وحيداً
ربما التقى هناك ... النجمة التى أنجبتكِ