23‏/11‏/2008

العصفور و العودة


عذراً
فأنا لا زلت أحاول أن انحت من بقايا ذاكرتى ... صورة وجهى الذى كان

وجهى الذى لا تعرفون لكنكم تخيلتموه كثيراً

لا زلت أحاول أن اتعرف على قلمى الذى تركته منذ شهور

أن أعود من جديد لأتعلم لغتى التى جمعتنى بكم ذات يوم

وابجديتى التى استطيع من خلالها ان أصل الى قلوبكم

لا زلت أحاول أن استجمع أحلامى الصغيرة قبل أن تملنى الاحلام

أن اتشبث بأهداب الحنين قبل أن أمقت طعم الذكرى

لا زلت أحاول أن أعود لأطلق فى الحلم ... سيرة فارس
لا زلت أحاول أن اقنع نفسى أنى أتقن شيئاً غير حديث الذات

وأن ذاكرتى الموبؤة بالنسيان لا زالت تحمل بعض حروفى القديمة

لا زالت تحمل أسمائكم و صوركم و تعليقاتكم

تلك التى منحتنى يوماً أجمل إحساس فى الوجود

لا زلت أحاول أن ألملم من خيال الحكايا ما تبقى

لا زلت أنبش فى أعماقى بحثاً عن صورة وجه
يسرق منى حلم الموت و حزن الوداع

لا زلت أبحث عن شئ يكسر خرس الصمت

لا زال العصفور يبحث عن جناح ليحلق فوق مدار الحلم
قبل أن يموت فى قلبه النشيد

فشكراً لصبركم .. و .. عذراً لعجزى

14‏/05‏/2008

وشوشات ليل الغربة


( بقايا لا شئ )
أن تقتات كل صباح على بقايا جرحك
أن تنثر رماد حلمك فوق سفوح الأرض .. عله ينبت يوماً أملاً لليائسين
خبزاً للفقراء ... زهوراً للأحبة
أن تحفر عميقاً فى ذاكرتك .. بحثاً عن ضحكة خرجت يوماً من اعماق القلب
عن لمسة حانية لا زال دفئها يسرى فى اوصالك
عن وجوه .. مرت .. نقشت فوق جدار حياتك لوحة عمرك ثم ضاعت فى زحام الحياة
أو عبرت بابها الاخير الى .. هناك
أن تصرخ دون ان يسمعك أحد غيرك
أن تقبض بقوة على كل أشيائك الجميلة .. حامياً اياها بكل الغالى و النفيس
حريصاً على الا يمسها سوء .. لتبقى بعد رحيلك
دالة عليك .. بعضاً منك .. يذكرك الناس بها
مكتشفاً فجاءة أن ما تقبض عليه قد تسلل فى رحلة العمر الطويل دون أن تدرى
وأن يداك فارغتان .. وأنك لا تقبض على شئ
سوى
أحلامك الصغيرة
حينها تبتلع غصتك ... تتمنى لو انك ما كنت
توقن أن زمانك لم يأتى بعد .. أو .. أنه ولى و تركك
........


( الدرويش و الحلم )
درويش أنت فى زمن العهر
جميل أنت فى زمن القبح
أبيض أنت فى عهد السواد
حرف نداءٍ صغير فى قصيدة صمت
حين تمتطى صهوة الاحزان .... وحدك
شاهراً حلمك
لتعلن حربك المقدسة ... على المجهول
مشدود ظهرك بهم
هم .. حبات المطر المنثور فى أرض الوطن
هم .. نبت الارض الطيبة
من أجلهم جئت
ولهم تحيا
وبهم ... تواجه حتى الموت ... مبتسماً
لتفاجأ حين يفرون من خلفك
أنك لست سيد الاحلام
وأن الحسين قد مات يوماً ... هكذا
........
( رسالة الى سيدة الحزن و الجمال )
حين يسدل الليل ستائره على الارض الغريبة
ويمارس الكون طقوسه اليومية ... فى ستر عورات البشر
ويلملم المساء من خلفنا ... أوراق عمرنا التى سقطت للتو
ونردد جميعاً ... أنشودة الصمت
أجئ اليكِ
كى أغسل روحى فى محراب حزنك
كى أتوضأ من ماء دموعك
كى اتلو وردى بين يديكِ
واضمُ جناحَيا على بابك .. و .. استريح
محاولاً فى كل مرة
أن أغزل من ألمك ثوباً يدارى سوءاتى
أن اصنع من حروفك .. صورة عمرى الذى كان
مبتدءاً حزنى بكِ
منتهياً فرحى لديكِ
أجئ اليكِ
فقط كى اتأكد أنكِ لا زلتِ


سيدة الحزن و الجمال

05‏/03‏/2008

حكايا النورس الابيض


كان و كان
يحكى أن الشاعر يوماً ..... كلم موج البحر
ربت سطح الماء بكفيه
كالمهر الجميل
همس بأذنيه
أن أهدأ قليلاً .... حتى أكمل أخر لوحاتى
غمس الشاعر فى ماء البحر ... الفرشاة
حملت أطرافها طعم الملح
بعض جنون البحر و عذاباته
حاول أن يرسم صورتها فوق الماء
ارتعشت يده ... غابت ملامحها من ذاكرته
القى الشاعر فرشاته
خط بأصابعه فوق رمال الشاطئ
حروف الاسم ... و ... جلس
حاول الحنين فتح خزائنه القديمة
قاوم الشاعر
مال ثانية نحو صديقه البحر ... همس بكلمات
عاد البحر بعدها ليمارس طقوسه فى إغتصاب رمال الشطآن
أستدار الشاعر و مضى
فض البحر بكارة حلمه
وأضاع حروف الاسم
..........

إنى وحيد
فأحملنى ايها النورس الابيض
الى شواطئها البعيدة
حلق بى فوق الاشجار
إسقنى من ماء النهر
أصحبنى بعيداً
ربما
ربما نلتقى يوماً هناك
على أطراف الحلم
..........

حين أناجيكم
أكسر صمت الذات
أسرق من آفاقى الحزينة ... بعض الفرح
حين أغيب ثم أعود فأجدكم فى انتظارى
حينها و حينها فقط
أعلم أنى لست وحيد

11‏/01‏/2008

سفر الروح


" 1 "
حين تنتابنى حالة الا كتابة
حين أجد الخوف القديم البعيد .. يعود
ينبعث بكل اللون الاسود من قاع الروح
ليذكرنى بطفل كنته يوماً
طفل .. كان يتأرجح سعيداً فى قاربه
فأبتلعته تماسيح الحياة
أجدنى .. أنا الطفل
أقف أمامى .. أنظر الى
والى القارب الممزق و المبتل
واعلن كل صباح
خبر وفاتى
" 2 "
يتراءى لى دائماً .. شبح
يخرج من بين الضباب .. قادماً الى
يتملكنى الخوف .. أبحث فى الفراغ عمن يؤنسنى
لا أحد .. أحتضن سلاحى و أتمتم بالمعوذتين
أضرب رأسى .. كى أتذكر كلمة سر الليل
تسرع يدى الى الراديو الصغير فى جيبى
يتردد منه صوت ميادة
يقترب الشبح .. أرفع السلاح مستعداً
يأتينى صوت زميلى يوسف
جاء ليستلم نوبة الحراسة منى
أفترش الارض .. أغمض عينى
لازالت ميادة تغنى .. ولازال الشبح يقف فوق رأسى
أنام ........ أصحو
فى طابور الصباح .. أعلن أمام الكتيبة
خبر وفاتى
" 3 "
أنا .... ينتابنى الكسل
اعرف انى ما ان المس أوراقى و القلم
حتى تتحول الى سكاكين حادة تجرح كفى
مشرط جراح يشق صدرى
يخرج قلبى .. يلقيه على طرقات البلاد الغريبة
وأنا لست مجبراً على اقتراف إثم الجرح
مقابل التخلى عن جنة صنعتها
لست مجبراً على خلع القناع .. الان
لا أفعل .... أنام
أستيقظ من نومى لإواجه نفسى من جديد
مكتشفاً أنى لست الواقف أمامى فى المرآة
ولأعلن كل صباح
خبر وفاتى
" 4 "
أنا
حين أجلس منفرداً معى
أشتهى الرحيل الى الوراء
أحترف السفر الى الذكريات
أجيد فنون الابحار الى شواطئ الماضى البعيد
أنا
حين يأتى الشتاء
ويمتد الصقيع الى القلم
لا أملك إلا أن أتدثر بالحنين
أن أمضغ قصائدى القديمة
أن أحتضن الحلم
و .. أنام
كى أصحو فى الصباح
لأعلن ... كالعادة
خبر وفاتى

03‏/01‏/2008

ويمضى العام


كل عام و انتم بخير ... عام جديد
وفى بداية العام الجديد .. حاولت أن امسك قلمى .. أن القى خلف ظهرى همومى و أعباء الحياة و لو قليلاً .. أن أستعيدنى من دنياى الرتيبة ومن عالم اعرف أنى لا انتمى اليه لكنى مجبر على البقاء فيه من أجل لقمة العيش كما يقولون .. لكن يبدو أن القلم قد تمرد و اعلن عصيانه على وأبى حتى أن يطاوعنى وأن الكلمات باتت تستعصى على عقلى بعد أن كانت طيعة لينة أشكلها كيف أشاء .. هل هى حالة عامة لا أظن ... كأبة الشتاء .. ربما
لكن المؤكد أنها حالة و ستمر فكم من مرة فقدت ذاتى فى طرقات الحياة ثم عدت اليها و عادت الى ... ابحث عنها حين اشتاق اليها و تبحث عنى اذا غلبها الحنين او نتقابل مصادفة دون موعد فيكون اللقاء حميماً وما اجمل ان تجد ذاتك بعد طول غياب ... المهم ايها الاحبة أنى لم أجد ما اكتبه حقاً غير كلمات ارددها فى بداية كل عام حتى اصبحت عندى كالنشيد ... حقيقة لم اجد اجمل منها اهديها لكم و خجلت من نفسى فأى كلمات ستكون أجمل و لا أروع من تلك الكلمات ... شكراً فاروق جويدة ... شكراً يا استاذ الحالمين

------------------------------------
ويمضي العام ... بعد العام ... بعد العام
وتسقط بيننا الأيام
ويصبح عمرنا سراً .. ويصبح حبنا قيداً
وحلماً بين أيدينا .. حطام
رماداً أنت في عيني بقايا من حريق ثار في دمنا ونام
ويمضي العام ... بعد العام ... بعد العام
فلا أنت التي كنت
ولا انا فارس الأحلام
تعالي نشهد الدنيا بان الحب أصبح في مدينتنا حرام
وان الصبح اصبح في مآقينا ظلام
وأن الخوف يخنق في حناجرنا الكلام
تعالي نشهد الدنيا بأن الحب بين الناس شئُ كالخطايا
وأن الشوق يهرب في الحنايا
يموت الشوق قهراً في دمايا
يصيح الخوف .. أغرق في خطايا
ولم تبق الليالي غير قلبٍ
وناي صار بعضا ًمن صبايا
تعالي كي نلملم ما تبقي
فعمركِمثل أيامي .. بقايا
لصوصُ الحي قد سرقوا ثيابي
فصرنا في مدينتنا عرايا
فلا وطن يلمُّ العمرَ منَّا ولا املٌ يلوذ به الضحايا
حرامُ يازمان العُري مهلاً
أيصبح كلُّ ما فينا .. مطايا
وصرتِ مدينتي وكراً كبيرا
ًوليس مكانٌنِا..بين البغايا
ويمضي العام ... بعد العام ... بعد العام
وتسقط بيننا الأيام
فلا أنت التي كنت
ولا أنا فارس الأحلام