11‏/10‏/2012

تراتيل فى حضرة الغياب


(1)

فى بلاد لا تسكنيها
تتوه الملامح و القصائد و الاغنيات
تتشابه الشوارع و الاسماء و الامسيات
لأنك فى البدء كنتِ الحكاية و الحلم
وفرحة العمر القادم أرسمها على صفحة الليل 
الأن ... وفى حضرة الغياب
يلفظ الناى انفاسه
وبغير عناء ....  يموت الكلام على الشفاه

(2)
ويمضى العام 
وهذا هو الحُزن ... يغفو فى مقلتيكَ انتظاراً
وتلك هى ذاكرتك ... لم يعد فيها مكان للراحلين
وأنت كما أنت
لا زلت تبحث عن وطنك القديم
ذاك الذى تركته يوماً هناك و عدت فلم تجده
ويمضى العام 
وأنت .. كما أنت
البعيد الذى لا يعود
والفارس الذى تسقط من ملامحه البلاد
وأنت .. كما أنت
لا زلت تحاول أن تكون للشمس شروقها
و للحُلم و هجه
و للدمعة خشوعها
لا زلت تردد أغانيكَ القديمة
وأنت تعلم أنك يوماً ما
ستسقط مهزوماً أمام الليل و الغياب
ومع كل عام يمضى
تقترب اللحظة التى يختصر فيها الحزن نشيده
ويضع فيها الليل عتمته
و ترتاح العيون التى أتعبتها المسافات
ليبقى الليل سرَكَ .. الذى لا يعرفه سواك
وتاريخكَ الممتد الى أخرِ العشق
ونهايات كل الحكايا التى لم تكتمل
وأحاديثك التى لم يتسع العمر لتسمعها للقمر
...............................

هناك تعليقان (2):

Aya Samir يقول...


رغم غلّبه الكُل نُبقى على الجزء ، لانه يعنى لنا شيئا وإنا كُنّا لا نعنى له شىء /

نحفظ نهاياتنا عن ظهر قلب ، ونقاوم..

إنه الامل / فينا ، وليس فيهم .

جميل :)

hazem shalaby يقول...

ياااااااه اخيراً حد زار المدونة و ساب تعليق .. حقيقى سعدت كثيراً بتعليقك يا آية .. سألنى صديقى يوماً لماذا نموت نحن اصحاب الأحلام في سن الكهولة بينما يموت الآخرون الفارغة عقولهم و قلوبهم صغارا؟ أكتشفت أننا من كثرة الألم نقول لأنفسنا قد يتغير العالم قريبا ويبتسم لنا.. تظل تلك أمنية مستحيلة نطاردها فنعمر في الأرض بعض الوقت ثم أخيراً ياتى الموت دون أن تتحقق أحلامنا.

خالص تحياتى يا من لا أعرفها.